من جديد .. تهويد برعاية كنسية
بطريرك الكنيسة الارثوذكسية في القدس يبيع اراضيها لشركات وهمية لبناء فندق استثماري
الكاهن المسئول عن دير مار الياس يغادر القدس غاضبا بعد فضيحة بيع اراضي الكنيسة
البطريرك اليوناني ثيوفيلوس بطل 13 صفقة بيع اراضي مقدسية لصالح اليهود
البطريرك باع الاراضي بعشر ثمنها لشركات مجهولة الهوية يمتلكها قبارصة ويهود
البطريرك ايرينوس الاول : العرب لم يصلوا القدس سوى في القرن السابع وان لم تعجبهم قوانينا عليهم تاسيس كنيسة لهم
من الثوابت لدى الطبقة المخملية من المثقفين والمهتمين بنشاة الحضارات والاديان في كافة اصقاع الارض ان العداء بين الديانتين المسيحية واليهودية ازلي ، فاليهود يعتبروا السيد المسيح زنديقا جاء ليهدم ديانتهم والمسيحية تحمل اليهودية دم المسيح الذي اسيل في طرقات اورشليم "القدس" ، لذا فالعداء متجذر بين اتباع الديانتين الا انه في عالم يحكمه قانون الفائدة المشتركة تحول الامر الى حميمية شديدة في العصور الحديثة ، فلم يبقى الوضع مجرد صراع بين الديانتين وانما تحول الى قصة من العشق الممنوع بين الكنيسة التابعه لروما وبين اليهود العلمانيين الراغبين في ابتلاع القدس عن بكرة ابيها ،ويبدو ان القيادة المسيحية الارثوذكسية تصر على التعاون من اليهود لصلب المسيح مرة اخرى ، وانتهاك عرض الكنيسة الارثوذكسية في القدس ، من جديد طفت على السطح مجددا قضية بيع الاراضي التابعة للكنيسة الارثوذكسية الى جهات مجهولة يتضح فيما بعد انها تابعة لجهات يهودية ..
صفقة مار الياس ..
فقد اماطت صحيفة هارتس العبرية اللثام عن ثلاث صفقات جديدة لبيع املاك الكنيسة الارثوذكسية وذلك في القدس ويافا وقيسارية باسعار زهيدة للغاية لشركات مجهولة ، موضحة ان شركة مجهولة اشترت مبنى يتالف من ثلاثة طوابق في شارع الملك داوود بالقدس وذلك مقابل 850 الف دولار امريكي ، وتم بيع مبنى اهر في شارع "هس" يتالف من ستة طوابق ويضم عدد من المحال والشقق السكنية وذلك مقابل 2.5 مليون دولار ، وكذلك تم بيع قطعة ارض تصل مساحتها الى 2300 متر مربع في حي البقعة بالقدس مقابل 350 الف دولار وكل هذه الاسعار زهيدة للغاية مقابل الاسعار الحقيقية لهذا للبيع في هذه المنطقة التي يقدر سعر المتر المربع المبني بها ب60 الف دولار ، وكل هذه الممتلكات تتبع الكنيسة الارثوذكسية ..
وبحسب الصحيفة العبرية فان البطريرك ثيوفيلوس الذي يقوم باجراءات بيع الاراضي الكنسية في المدينة العتيقة منذ ان تولى منصبه قد اكتشف انه باع ايضا قبل اسبوعين تقريبا 4300 متر في قيسارية مقابل مليون دولار ، وكذلك باع 600 متر في منطقة تجارية بيافا مقابل 1.5 مليون دولار ، وباع حي كامل في القدس يتبع الكنيسة الارثوذكسية به 240 شقة سكنية بمبلغ 3.3 مليون دولار امريكي ..
جدير بالذكر انه على مدى مايقرب من 30عام بدات قيادات في الكنيسة الارثوذكسية خطة ممنهجة لبيع هذه الاراضي لرجال اعمال يهود او تاجيرها لمدى طويل يقرب من 99 عاما لاعطاء حق لليهود بالانتفاع بها ، فلقد تخلت الكنيسة الارثوذكسية على سبيل المثال عن اراضي تملكها في منطقة ابو غنيم وقامت ببيعها لمستثمرين يهود حولوها فيما بعد الى واحدة من اكبر المستوطنات اليهودية في القدس وهي مستطونة "هارحوما" وهي المستوطنة التي فصلت القدس عن بيت لحم ، هذه الاراضي التي تعد وقفا للكنيسة الارثوذكسية هي في الاصل ملك لمجموعه من المسيحيين العرب الذين عاشوا في الحقبة العثمانية ووهبوا هذه الاراضي لصالح الكنيسة الارثوذكسية ، ووفقا للسجلات فان الكنيسة الارثوذكسية في القدس تمتلك نحو 18% من غرب القدس و17% من شرقها اي نحو 35 % من المساحة العامة للمدينة القديمة ..
الصفقة الجديدة التي تم اكتشافها خلال الايام الماضية تعد الصفقة الثالثة عشر في رصيد البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث منذ ان تم انتخابه عام 2005 بطريركا للمدينة ، بعد عزل سلفه البطريرك ايرينوس الاول الذي اتبع نهجه في تسريب املاك الكنيسة الارثوذكسية لصالح اليهود ، وتعرف الصفقة الجديدة بصفقة دير مار الياس ، وهي لتحويل هذه الاراضي لفندق استثماري ، ويقف خلف هذا شركة قبرصية مجهولة الهوية وشركة اسرائيلية ، وبعد ان تسربت اخبار الصفقة الجديدة تقدم الكاهن المسئول عن الكنيسة والدير باستقالته وغادر الى اثينا ، ومن المعلوم ان المستوطنين الاسرائيليون لديهم شركات عديدة في الخارج باسماء وهمية ، وهو ماتقوم الكنيسة باستغلاله لبيع اراضيها بحجة ان البيع ليس ليهود ..
تاريخ مشبوه ..
الضجة التي اثارها المقدسيون والمسيحيون العرب في القدس ضد تصرف كنيستهم الرافضين له والذي تسبب في انهم وجهوا تحذير واضح للكنيسة البطريكية بانها تبيع اراضي عربية لابرام صفقات مشبوهة مع الكيان الصهيوني ، فتحت الباب امام تاريخ من الصفقات المشبوهة التي قامت بها الكنيسة الارثوذكسية في حق القدس الشريف وكيف ساعدت اليهود منذ قيام دولة الاحتلال على سلب مجموعه من اراضي الضفة الغربية ومنحها لاقامة اهم منشآت الاسرائيلييون عليها ، وتعد الحادثة الاقوي في هذا الصدد هي التي حدثت عام 2005 حينما انتفض المسيحيون الفلسطينيون بالتعاون مع مسلمي القدس للوقوف امام قرار المجمع المقدس في الكنيسة الارثوذكسية نحو 70 دونم لمستثمرين يهود ونجمت هن هذه الهبه العربية حينها اقالة البطريرك ارينوس الاول لانه باع الارض لمستعمرين يهود ، وهو ماكان سيبقى في طي الكتمان ايضا لولا ان الصحيفة الاسرائيلية معاريف كشفت النقابه عنه في مارس 2005 وكانها كانت تريد اشعال الفتنة بين مسلمي ومسيحيو القدس الا ان المجمع المقدس احترم رغبة الشعب المقدسي واقال البطريرك ارينوس الاول على الرغم من انه دافع عن نفسه بان هذه الاراضي كانت خاليه ولم تستغلها الكنيسة الارثوذكسية في شيء الا ان غضبة الشعب المقدسي اجبرت المجمع المقدس على اقاله البطريرك ومنذ ذلك التاريخ والمقدسيين يحاربو نوع اخر من الاحلال على الارض وهو الاحتلال اليوناني الذي تتبعه الكنيسة الارثوذكسية ، رغم ضآلة الكيان العربي في القدس لمواجهة هؤلاء المحتلين الا ان الامر كان تحت السيطرة حتى عقدت صفقة ال500 دونم والتي تعد الصفقة الاكبر في تاريخ الكنيسة الارثوذكسية .
ربما صفقه ميدان عمر ابن الخطاب التي اماطت عنها اللثام ايضا صحيفة معاريف الاسرائيلية عام 2005 هي الاقوى في تاريخ اهدار وبيع الاراضي الفلسطينية الى رجال اعمال يهود ، فهناك العديد من الصفقات التي يديرها البطريرك والاساقفة اليونانيين كان ابرزها بيع فندق دير ماريوحنا المملوك للبطريركية لمجموعه من المستوطنين عام 1990 وكذلك تاجير سور الدير في يافا عام 1998 ، وقد افرجت صحيفة هارتس الاسرائيلية عن وثيقة تحمل رد البطريرك ايرينوس الاول حول اتهامه بالتفريط في ارض الكنيسة قائلا " متى جاء العرب الى هنا اليونانيين هنا منذ اكثر من 2000 عام اما العرب فقد وصلوا الى هنا في القرن السابع فقط فهذه هي كنيستنا كنيسة اليونانيين فان لم يقبلوا قوانين كنيستنا فعليهم اختيار كنيسة اخرى او يؤسسوا كنيسة اخرى لهم "